رصد‭ ‬وتتبع‭ ‬الجمعية‭ ‬لقضايا‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف والتحريض‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقتل ‬حالة‭ ‬المدعى‭ ‬ع‭.‬ص‭ ‬

كتب‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬بالفيسبوك‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭)  ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يوليوز‭ (‬2016‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬الهراء‭ ‬ويظنون‭ ‬أنهم‭ ‬يحققون‭ ‬ذواتهم‭ ‬ويميزهم‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭… ‬هذه‭ ‬نماذج‭ ‬لأشخاص‭ ‬يتوجب‭ ‬قتلهم‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬وفصل‭ ‬رؤوسهم‭ ‬عن‭ ‬أجسادهم‭ ‬وتعليقها‭ ‬بأحد‭  ‬الأماكن‭ ‬المشهورة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬والترهيب‭ ‬للجميع‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يسيروا‭ ‬على‭ ‬خطاهم‮»‬‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬كتب‭ ‬علنا‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬وانتشر‭ ‬بين‭ ‬المشاركين‭ ‬والأصدقاء‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين‭ ‬عبر‭ ‬مقاسمة‭ ‬مع‭ ‬أصدقاء‭ ‬آخرين‭ (‬Partage‭) ‬هو‭ ‬دعوة‭ ‬صريحة‭ ‬للإرهاب‭ ‬والقتل‭ ‬ببشاعة‭ ‬عبر‭ ‬فصل‭  ‬الرأس‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬والتمثيل‭ ‬بالجثث‭ ‬وإرهاب‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬‮«‬‭ ‬لتهديد‭ ‬وترهيب‭ ‬الجميع‮»‬‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬إيقاف‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والفكر‭ ‬والتفكير‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الفصلين‭ ‬18‭ ‬و‭ ‬19‭ ‬ومنصوص‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬19‭ ‬و‭ ‬25‭ ‬وهي‭ ‬حقوق‭ ‬تنتمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬الدستور‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها‭. ‬وبالتالي‭ ………. ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬نشطاء‭ ‬يدعون‭ ‬للقتل‭ ‬وللإرهاب‭ ‬وللتمثيل‭ ‬بالجثث‭ ‬لإرهاب‭ ‬الناس‭ ‬للابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬والتعبير‭.‬إن‭ ‬الخطاب‭ ‬أعلاه‭ ‬يعني‭ ‬ويستهدف‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يعبر‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكتابة‭ ‬عبر‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬أخرى‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬مخالفا‭ ‬لمعتقداته‭ ‬الفكرية‭ ‬والشخصية‭ ‬بدليل‭ ‬قوله‭ ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬الهراء‭ ‬ويظنون‭ ‬أنهم‭ ‬يحققون‭ ‬ذواتهم‭ ‬ويميزهم‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬عبارة‭ ‬الذين‭ ‬يكتبون‭ ‬عامة‭ ‬هذه‭ ‬الكتابة‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬الذات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬عام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬ولا‭ ‬تروق‭ ‬كتابته‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬ويظن‭ ‬أنه‭ ‬يحقق‭ ‬ذاته‭ ‬ويميزها‭ ‬على‭ ‬مستويين‭ ‬الفيسبوك‭ ‬والمجتمع‭.‬

‭( ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬أكتب‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجرائد‭ ‬الورقية‭ ‬أو‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬المجلات‭ ‬وأظن‭ ‬أنني‭ ‬أحقق‭ ‬ذاتي‭ ‬وأتميز‭ ‬بهاوبالتالي‭ ‬فأنا‭ ‬مقصود‭ ‬بدعوة‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فصل‭ ‬رأسي‭ ‬عن‭ ‬جسدي‭ ‬وتعليقه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مشهور‭ ‬لإرهاب‭ ‬المجتمع‭ ‬بي‭ ‬لأن‭ ‬كتابتي‭ ‬لا‭ ‬تروقه‭ ‬ولن‭ ‬تروقه‭ ‬وهي‭ ‬هراء‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬أكيد‭ ‬لأنني‭ ‬حقوقي‭ ‬ورئيس‭ ‬جمعية‭ ‬حقوقية‭ ‬وناشط‭ ‬يساري‭ ‬وهو‭ ‬ينتمي‭ ‬للفكر‭ ‬السلفي‭ ‬الإخواني‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يناهض‭ ‬كل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

إن‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬أرسلهالمشتكى‭ ‬به‭ ‬للعموم‭ ‬والذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬أفكاره‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬القتل‭ ‬والتمثيل‭ ‬بالجثث‭ ‬والإرهاب‭ ‬وقمع‭ ‬الكتابة‭ ‬والفكر‭ ‬والتفكير‭ ‬والتفكير‭ ‬والتعبير‭ ‬خطر‭ ‬على‭  ‬المجتمع‭ ‬لأنه‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬مطابقة‭ ‬أفكار‭ ‬الآخرين‭ ‬لفكره‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬يصعب‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬يلائمه‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يلائمه‭.‬

إن‭ ‬الخطاب‭ ‬يعتبر‭ ‬جريمة‭ ‬إرهابية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خصائصها‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬للمعتدي‭ ‬أية‭ ‬حسابات‭ ‬شخصية‭ ‬مصلحية‭ ‬مع‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬ومن‭ ‬خصائصها‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يمتد‭ ‬الفعل‭ ‬إلى‭ ‬إرهاب‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬المباشر‭ ‬هو‭ ‬المجتمع‭ ‬والناس‭ ‬عموما‭ ‬والكتاب‭ ‬خصوصا‭ ‬الذين‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬ذواتهم‭ ‬بالكتابة‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬المرشح‭ ‬لفصل‭ ‬رأسه‭ ‬عن‭ ‬جسده‭ ‬وتعليقه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مشهور‭ ‬عبرة‭ ‬للجميع‭.‬

غدا‭ ‬السيد‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬قد‭ ‬نسمع‭ ‬ونشاهد‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬تنفيذ‭ ‬كلام‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أحد‭ ‬المنفذين‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬شخصيا‭ ‬لأن‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬تكلم‭ ‬بها‭ ‬تحمل‭ ‬حقدا‭ ‬وكراهية‭ ‬لكل‭ ‬الختلفين‭ ‬معه‭.‬

إن‭ ‬دعوة‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬مقوضة‭ ‬لمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الفصول‭:……….‬ومقوضة‭ ‬–‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأخطر‭ ‬–‭ ‬للدستور‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الملك‭ ‬فيه‭ ‬أميرا‭ ‬للمؤمنين‭ ‬الحامي‭ ‬الأول‭ ‬لمبادئه‭ ‬حيث‭ ‬يشير‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬ديباجته‭: ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬وفاء‭ ‬لاختيارها‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ .. ‬تواصل‭ ‬بعزم‭ ‬مسيرة‭ ‬توطيد‭ ‬وتقوية‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ( ‬يعني‭ ‬دولة‭ ‬حداثية‭ ‬والمشتكى‭ ‬به‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬همجية‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬عرفها‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬نهائيا‭)… ‬وإرساء‭ ‬دعائم‭ ‬مجتمع‭ ‬متضامن‭ ‬يتمتع‭ ‬فيه‭ ‬المجتمع‭ ( ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬الجميع‭) ‬بالأمن‭ ( ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬أمن‭ ‬مع‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭) ‬والحرية‭ ( ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬حرية‭ ‬مع‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭: ‬حرية‭ ‬الفكر‭ ‬والتفكير‭ ‬والتعبير‭) ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الفصل‭ ‬20‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬الحقوق‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬ويحمي‭ ‬القانون‭ ‬هذا‭ ‬الحق‮»‬‭ ‬والقانون‭ ‬الجنائي‭ ‬يحمي‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ويعاقب‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يمس‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬السلامة‭ ‬البدنية‭ ‬أو‭ ‬يهددها‭ ‬أو‭ ‬يستعمل‭ ‬التهديد‭ ‬لإرهاب‭ ‬المجتمع‭. ‬ويقول‭ ‬الفصل‭ ‬23‭ ‬منه‭: ‬‮«‬‭ ‬يحظر‭ ‬كل‭ ‬تحريض‭ ‬على‭ ‬العنصرية‭ ‬أو‭ ‬الكراهية‭ ‬أو‭ ‬العنف‮»‬‭. ‬ثم‭ ‬يقول‭ ‬الفصل‭ ‬25‭ ‬منه‭: ‬‮«‬‭ ‬حرية‭ ‬الفكر‭ ‬والرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬مكفولة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها»‭ ‬‮‬‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬أو‭ ‬غيره‭.‬

أما‭ ‬الفصل‭ ‬26‭ ‬فيبين‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬الكتابة‭ ‬والإبداع‭ ‬والتعبير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬‮«‬‭ ‬تدعم‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬بالوسائل‭ ‬الملائمة‭ ‬تنمية‭ ‬الإبداع‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭…‬‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬يقول‭ ‬الفصل‭ ‬37‭ ‬‮«‬‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬احترام‭ ‬الدستور‭ ‬والتقيد‭ ‬بالقانون»‭ ‬ ‬وهذا‭ ‬الشخص‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالدستور‭ ‬علما‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬شبيبة‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬الذي‭ ‬يرأس‭ ‬الحكومة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬فإن‭ ‬خطاب‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تدوينته‭ ‬مقوض‭ ‬لديباجة‭ ‬الدستور‭ ‬وللدستور‭ ‬بأكمله‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وأمنه‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬يوجدون‭ ‬حاليا‭ ‬تحت‭ ‬رحمته‭ ‬كضحايا‭.‬

والمشتكية‭ ‬كجمعية‭ ‬حقوقية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬الدستور‭ ‬المغربي‭ ‬وباقي‭ ‬قوانين‭ ‬المغرب‭ ‬تنعقد‭ ‬لها‭ ‬الصفة‭ ‬والمصلحة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬هذه‭ ‬الشكاية‭.‬

يجب‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬المشتكية‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬المشتكى‭ ‬به‭ ‬وتكليف‭ ‬الشرطة‭ ‬العلمية‭ ‬بتكوين‭ ‬ملف‭ ‬تقني‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬الأزرق‭ ‬ومن‭ ‬الصفحة‭ ‬الفايسبوكية‭ ‬للمشتكى‭ ‬به‭.‬

ذ‭/ ‬لحبيب‭ ‬حاجي