بيان‭ ‬جمعية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حول‭ ‬فساد‭ ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بكليميم

توصلت‭ ‬جمعية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ـ‭ ‬فرع‭ ‬كليميم‭ ‬والنواحي‭ ‬بمعطيات‭ ‬أكيدة‭ ‬ومؤكدة‭ ‬مفادها‭  ‬أن‭ ‬إدارة‭  ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بكليميم،‭ ‬وبعد‭ ‬علمها‭ ‬بزيارة‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الحسين‭ ‬الوردي‭ ‬للمنطقة،‭ ‬قد‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأنواع‭ ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬النفايات‭ ‬الطبية،‭ ‬وذلك‭ ‬برميها‭ ‬بجنبات‭ ‬هضبة‭ ‬صغيرة‭ ‬بدوار‭ ‬‮«‬واعرون‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لجماعة‭ ‬أسرير‭ ‬القروية‭ ‬بمنطقة‭ ‬معروفة‭ ‬بالرعي،‭ ‬وعلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬توسيع‭ ‬محطة‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة‭ ‬التي‭ ‬يشتغل‭ ‬بها‭ ‬عشرات‭ ‬العمال‭).‬توجد‭ ‬صور‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬حاليا‭ ‬بعين‭ ‬المكان)‭.‬

‭  ‬والملاحظ‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬أن‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬تعد‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬بينما‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬ممتدة‭ ‬الصلاحية‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2014،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬ويؤشر‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الصلة‭ ‬بين‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬وتخلص‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬لكليميم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الكميات‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تقدر‭ ‬قيمتها‭ ‬بملايين‭ ‬السنتيمات‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حرقها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬تجمع‭ ‬سكني‭ ‬بدوار‭ ‬‮«‬واعرون‮»‬‭ ‬التابع‭ ‬لجماعة‭ ‬أسرير‭ ‬غير‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬كليميم،‭ ‬سعيا‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬إخفاء‭ ‬تلاعبات‭ ‬وفساد‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تمولها‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لفائدة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬المنطقة‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليها،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬تجمع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬أمام‭ ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬زيارة‭ ‬الوزير‭ ‬الوردي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬نفذوا‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬أمام‭ ‬المستشفى‭ ‬ذاته‭ ‬يومه‭ ‬الجمعة‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2012،‭ ‬مدينين‭ ‬بذلك‭ ‬مدير‭ ‬المستشفى‭ ‬لسوء‭ ‬تسييره‭ ‬الإداري،‭ ‬منددين‭ ‬بالسياسة‭ ‬التي‭ ‬ينهجها‭ ‬بعض‭ ‬الأطر‭ ‬الطبية‭ ‬بالمستشفى‭ ‬وهم‭ ‬يوجهون‭ ‬مرضاهم‭ ‬إلى‭ ‬اقتناء‭ ‬ما‭ ‬يحتاجونه‭ ‬من‭ ‬معدات‭ ‬طبية‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬مختص‭ ‬لبيع‭ ‬المواد‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬بعينه‭ ‬دون‭ ‬سواه،‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬المعدات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬شراؤها‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ومحتجين‭ ‬على‭ ‬احتفاظ‭ ‬المستشفى‭ ‬بالأدوية‭ ‬المخصصة‭ ‬للمعوزين‭ ‬حتى‭  ‬انتهاء‭ ‬مدة‭ ‬صلاحيتها‭ ‬بدل‭ ‬تمكينهم‭ ‬منها‭.‬

‭  ‬لكن‭ ‬فضائح‭ ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بكليميم‭ ‬وفساد‭ ‬إدارته‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد؛‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬08‭ ‬ماي‭ ‬2012‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬وفاة‭ ‬الطفل‭ ‬‮«‬أوباك‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬سنة‭ ‬1998‭ ‬بكليميم،‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬‮«‬مصطفى‭ ‬أوباك‮»‬‭ ‬وأمه‭ ‬‮«‬رشيدة‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬المستشفى‭ ‬للعلاج‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬لضربة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬عينيه‭ ‬بواسطة‭ ‬قلم‭ ‬أحد‭ ‬زملائه‭ ‬في‭ ‬الدرس،‭ ‬ليتقرر‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬عينه‭ ‬المصابة؛‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬أي‭ ‬طعام‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬ساعة‭ ‬تقريبا‭ ‬قبل‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭ ‬نتيجة‭ ‬لخطإ‭ ‬طبي،‭ ‬إثر‭ ‬إعطائه‭ ‬جرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المخدر ‭)‬البنج)‭ ‬لم‭ ‬يتحملها‭ ‬جسمه،‭ ‬ففارق‭ ‬الحياة‭ ‬وسط‭ ‬تكتم‭ ‬كبير‭ ‬لأطر‭ ‬و‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭.‬

‭  ‬وفور‭ ‬تسرب‭ ‬الخبر‭ ‬لبعض‭ ‬مواطني‭ ‬و‭ ‬حقوقيي‭ ‬المنطقة،‭ ‬عمدوا‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬أمام‭ ‬المستشفى،‭ ‬لتنتهي‭ ‬بتدخل‭ ‬القوة‭ ‬العمومية‭ ‬بإشراف‭ ‬شخصي‭ ‬من‭ ‬والي‭ ‬جهة‭ ‬كليميم‭ ‬السمارة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬عميمي‭ ‬و‭ ‬والي‭ ‬أمن‭ ‬العيون‭ ‬محمد‭ ‬الدخيسي‭.‬

‭  ‬‬وعليه‭ ‬يدين‭ ‬فرع‭ ‬كليميم‭ ‬والنواحي‭ ‬لجمعية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بكليميم‭ ‬وبعض‭ ‬أطره‭ ‬الطبية‭ ‬،‭ ‬وكذا‭ ‬مندوبية‭ ‬الصحة‭ ‬بكليميم‭ ‬ثم‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بأكملها‭ ‬نظرا‭ ‬للتسبب‭ ‬في‭ ‬الفضيحة‭ ‬البيئية‭ ‬بدوار‭ ‬‮«‬واعرون‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬الوسط‭ ‬وساكنته،‭ ‬وكذا‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬القاصر»محمد‭ ‬أوباك‮»‬‭. ‬

    • ‬ ‬يطالب‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والحريات‭ ‬بإجراء‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬النوازل‭ ‬المسرودة‭ ‬أعلاه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفرقة‭ ‬الوطنية،‭ ‬قصد‭ ‬كشف‭ ‬وفضح‭ ‬كل‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬ومحاسبتهم‭ ‬وفق‭ ‬القانون،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬ملابسات‭ ‬الخطإ‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬القاصر‭ ‬‮«‬أوباك‭ ‬محمد‮»‬‭.‬

    • ‭ ‬يندد‭ ‬بتغاضي‭ ‬والي‭ ‬جهة‭ ‬كليميم‭ ‬السمارة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬توصل‭ ‬بمراسلة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬جماعة‭ ‬أسرير،‭ ‬تملك‭ ‬الجريدة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬‮«‬هسبريس‮»‬‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭.‬

    •  ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتخلص‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬الممتدة‭ ‬الصلاحية‭ ‬إلى‭ ‬2014‭.‬

    • ‭ ‬يناشد‭ ‬الهيئات‭ ‬الحقوقية‭ ‬و‭ ‬المدنية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬الفساد‭ ‬المستشري‭ ‬بالمستشفى‭ ‬الإقليمي‭ ‬بكليميم‭ ‬و‭ ‬المطالبة‭ ‬بمحاسبة‭ ‬المتورطين‭.‬